"مرسيدس-بنز" تُجهّز لتطوير سيارتها من الفئة "S" 

ليس سراً القول إن الفئة "S" كانت ولا تزال السيارة الأكثر فخامة لمرسيدس- بنز منذ إطلاقها للمرة الأولى في عام 1972، بوصفها وقتذاك خليفة طراز W108. وفي خلال تاريخها الذي يمتد أكثر من أربعة عقود، تطورت هذه الفئة في شكل كبير لتصبح واحدة من أكثر العروض النخبوية مبيعاً في العالم.

وفي مطلع عام ٢٠١٣، أزيح الستار عن الجيل السادس الأحدث من الفئة S، مع توافر تقنيات متطورة عدة في جعبته، كما مثّل نسخة أكثر رياضية وراحة من الجيل الخامس السابق للفئة S، ونظراً للمنافسة المحتدمة، حدّثت مرسيدس- بنز فئتها S لعام ٢٠١٨ على رغم من أنها لا تزال قادرة على المنافسة مع العروض المنضمة حديثاً إلى تلك الفئة، إلا أن خطوتها كانت أمراً مطلوباً لا سيما على الصعيد التقني.

إجمالاً، جاءت التحسينات الجديدة محدودة ويمكن ملاحظتها فقط عند فحص السيارة بتمعّن. وتتمثّل أبرزها في شبك التهوئة الجديد نسبياً وفتحاته الأكبر حجماً، وكما هو متوقع، أولت مرسيدس- بنز أهمية قصوى للمقصورة الداخلية للفئة S الجديدة، مع تحديثها لتتضمن تقنيات متطورة عدة كانت اعتمدت في الفئة E الجديدة كلياً.

وبقيت المقصورة على حالها تصميمياً، لا سيما لجهة الألوان الداخلية المختارة والمكوّنات الجلدية والقشور الخشبية هنا وهناك. وتتمثّل أبرز التحديثات في المقود الجديد ثلاثي الأذرع مع أزرار وعتلات تحكّم حساسة للمس اعتمدت في الفئة E الشقيقة للمرة الأولى، وفي هذا السياق، يمكن لتلك الأزرار وعتلات التحكم رصد التمريرات الأفقية والرأسية عليها، تماماً مثل شاشة الهواتف الذكية أو الحواسيب اللوحية. وتتيح هذه الخاصية للسائق إمكان التحكّم في وظائف النظام المعلوماتي الترفيهي باستخدام أصابع الإبهام فقط، ما يعزز مستويات السلامة.

وبالمثل، حدّث النظام المعلوماتي الترفيهي الذي بات يستفيد من خصائص وقوائم محسّنة، إلى جانب شاشة ملوّنة قياس 12.3 بوصة مثبتة أعلى تابلوه الأدوات الوسطية، توفّر عرضاً يماثل نظيره المتوافر من خلال الشاشة فئة LED خلف المقود، كما تبرز أنظمة الإضاءة الداخلية فئة LED بأكثر من 64 لوناً متنوّعاً، وهي بدورها خاصية قُدّمت في الفئة E الأصغر حجماً.
أما مقصورة S63 AMG، فتستفيد حصرياً من باقة تتضمّن مقاعد AMG الرياضية التقليدية مع دعم جانبي أكبر، وجلود "نابا" مع شعارات AMG، وساعة IWC التناظرية، وأيضاً الاستعانة بتطبيق AMG Track Pace الإلكتروني، الذي يسجّل بيانات السيارة وتوقيتات اجتياز الدورات على حلبات السباقات.

ميكانيكياً، تستفيد الفئة S الأحدث من محركين جديدين، تحديداً في السوق الأميركية. وفي هذا الإطار، قدّم طراز S450 مع محرك فئة V6 سعة ٣ ليترات مع شاحني هواء "توربو"، ويُولّد هذا المحرّك ٣٦٧ حصاناً مع أقصى عزم دوران مقداره ٥٠٠ نيوتن متر. وسيُصبح هذا الطراز أصغر عروض الفئة S في أميركا الشمالية، مع إمكان توفير نظام 4Matic رباعي الدفع الدائم.

أما طراز S550، فاستغني عنه لمصلحة الطراز الجديد S560 الذي استعاض عن محرّك سعة ٤.٧ ليتر فئة V8 لمصلحة محرّك أصغر حجماً فئة V8 بدوره سعة ٤ ليترات مع شاحنَي هواء "توربو"، يُولّد ٤٦٩ حصاناً مع أقصى عزم دوران يبلغ ٧٠٠ نيوتن متر. وبات أقوى بمقدار ١٤ حصاناً من سابقه، وأفضل توفيراً في استهلاك الوقود بأكثر من ١٠ في المئة.
علماً أنه لاستهلاك أفضل، يمكن تعطيل العمل بأربع من الأسطوانات الثمانية في ظروف القيادة العادية من خلال نظام ضبط ارتفاع الصمامات "كامترونيك"، بدوره استغنى طراز S63 AMG عن المحرّك السابق فئة V8 سعة ٥.٥ ليتر، لمصلحة آخر أصغر حجماً فئة V8 سعته ٤ ليترات مع شاحنَي هواء "توربو"، ويولّد ٦١٢ حصاناً مع أقصى عزم دوران مقداره ٩٠٠ نيوتن متر. ويُمكن لتلك النسخة عالية الأداء اختراق الحاجز المئوي من السكون في غضون ٣.٥ ثانية فقط.

ريادة مستمرة
ندرك جميعاً كم تزخر الفئة S بمجموعة كبيرة من التقنيات المتطورة التي سمحت لها بالتربّع على عرش مبيعات هذا القطاع وتحديداً في عام 2016، عندما احتلت المركز الأول أمام كافة منافسيها. ولعام 2018 عززت مرسيدس- بنز من ريادتها من خلال نظام القيادة الذكي الذي يعتمد على مجموعة من الكاميرات والرادارات فضلاً عن المعلومات المستقاة من الخرائط ونظام الملاحة، لتتحوّل هذه المركبة ليس فقط إلى سيارة يمكنها المحافظة على مسافة آمنة ما بينها وبين السيارات القابلة والحفاظ على المسار والتحذير من تخطيه ورصد العوائق، بل أنها سارت خطوة إضافية نحو القيادة الذاتية. ومن هنا زوّدت الفئة S الجديدة إضافياً بنظام "ملاح القيادة" Drive Pilot، الذي يسمح للفئة S الجديدة بتتبع السيارة التي قبالتها على سرعات تصل إلى ٢١٠ كلم/س. ويستفيد النظام من الكبح والتسارع الأوتوماتيكيين، إضافة إلى نظام "ملاح التوجيه" Steering Pilot للتعامل مع المنحنيات غير القاسية.

ويمكن القول إن "ماركة شتوتغارت" أقدمت على إجراء تحسينات ملموسة على الجيل الحالي من الفئة S، بوصف هذه الفئة أفضل العروض النخبوية كبيرة الحجم المطروحة في الأسواق، وفي هذا السياق، باتت الفئة S الأحدث تمزج ما بين الفخامة الاستثنائية والتقنيات الرائدة الحصرية، فضلاً عن راحة السلوك الديناميكي ولائحة لا نهائية من تجهيزات الراحة والترف والسلامة. ولحسن الحظ، كانت مرسيدس- بنز قدّمت تقنيات جديدة عدة مع الفئة E الشقيقة، وقد شقّت كلها طريقها بالفئة S المحسّنة

كما ينتظر أن تُسهم التحديثات التصميمية الخارجية على جعل الفئة S حديثة وجديدة لمدة ثلاثة أو أربعة أعوام مقبلة مع تقديم محرّكات أحدث وأكثر قوة، وكل ذلك للوقوف أمام المنافسة المستمرة بينها وبين طرز ألمانية مرتقب طرح من بي أم دبليو وآودي، وطبعاً تلك الآتية من اليابان وغيرها.

باختصار
المحرّك
عدد الأسطوانات V8

السعة (ليتر) 4 بي- توربو
القدرة (حصان/د.د) 6000-5500 / 612
العزم (نيوتن متر/د.د) 4500-2750 / 900

المقاييس
الطول (ملم) 5292
العرض (ملم) 1905
الإرتفاع (ملم) 1499
طول قاعدة العجلات (ملم) 3165

أنظمة ثبات القيادة ABS/4Matic/ESP
نقل الحركة
الدفع رباعي
علبة التروس أوتوماتيكية من 9 سرعات AMG Speedshift MCT

الأداء
السرعة القصوى (كلم/س) 250.
تسارع من صفر إلى 100 كلم/س (ثانية) 3.5.
معدّل استهلاك الوقود (ليتر/100 كلم) 8.9.
نسبة انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون (غ/كلم) 203.